
لحظات فارقة لإنقاذ موسم ريال مدريد من النهاية الكارثية
تحول ريال مدريد بطل أوروبا والعالم وإسبانيا، إلى محل سخرية نجوم برشلونة بعدما أطلق لامين يامال تصريحًا ساخرًا عقب الفوز بالكلاسيكو الأخير والتتويج بلقب في كأس ملك إسبانيا، وقال فيه: “إذا سجلوا هدفًا، لم يحدث شيء، وإذا سجلوا هدفين، لم يحدث شيء أيضًا، هذا العام لم يتمكنوا من التغلب علينا، وقد ثبت ذلك”.
ورصدت صحيفة “ماركا” الإسبانية لمحات من موسم ريال مدريد تهدد بنهايته بطريقة كارثية، وقالت إن الكلمات التي صدرت من لامين يامال لم تكن مجرد تعليق عابر، بل تلخيص لموسم من التفوق الكتالوني، شهد ثلاثة انتصارات لبرشلونة على الغريم التقليدى ريال مدريد، بينها اثنان حُسمت فيهما بطولات كبرى: كأس السوبر الإسباني وكأس الملك، بنتيجة إجمالية ثقيلة بلغت 12-4، في واحدة من أقسى السلاسل التي عرفها الكلاسيكو مؤخرًا.
ومن ملعب “لا كارتوخا” أضاف إينيجو مارتينيز تصعيدًا جديدًا بانتقاد مباشر لريال مدريد، وخصوصًا محاولاته التأثير على الحكام قبل النهائي، مؤكدًا أن “كرة القدم هي من انتصرت اليوم، وهذا هو الأهم”.
ريال مدريد.. موسم الانكسارات
رغم تتويجه الموسم الماضي بدوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني، بدا ريال مدريد في نسخة هذا الموسم فريقًا فاقدًا للتوازن، يعاني على الصعيدين الدفاعي والتكتيكي، ويتخبط بين خطط مختلفة دون هوية واضحة. وعندما أطلق الحكم صافرة نهاية الشوط الأول في نهائي الكأس، كانت النتيجة تشير إلى فريق يتجه إلى الهزيمة، بينما لاعبوه يتنقلون في الملعب بلا أنياب ولا تركيز.
ورغم المحاولة المتأخرة من كارلو أنشيلوتي بإعادة الفريق إلى أجواء المباراة، وإعلانه عقب اللقاء: “كنا قريبين جدًا من الفوز، قدمنا أداءً جيدًا، ولا ألوم الفريق، لأننا بذلنا كل ما بوسعنا… لو فزنا، لما كانت فضيحة”، فإن الواقع كان قد حُسم سلفًا.
خطة بدت صحيحة.. لكن بعد فوات الأوان
اعترف أنشيلوتي لاحقًا بأن خطة 4-4-2 كانت دائمًا الخيار المفضل له، وهي الخطة التي بدأ يظهر بها ريال مدريد بشكل أكثر توازنًا، بتواجد مبابي وفينيسيوس في المقدمة، وخط وسط منظم يساعد في تقليص المساحات وإيجاد التوازن. لكن هذا التحول التكتيكي جاء متأخرًا، بعد موسم كامل شهد اختلالًا واضحًا بين الهجوم والدفاع، وسقوطًا متكررًا في مباريات كبيرة.
الضعف الدفاعي، وانعدام الضغط الجماعي، والدوران العشوائي للعناصر في التشكيلة، كل ذلك أدى إلى فريق سهل الاختراق، لا يملك حلولًا أمام الفرق المنظمة.
هل من بارقة أمل؟
رغم مرارة السقوط، قد تحمل الـ75 دقيقة الأخيرة من نهائي الكأس، التي لعب فيها ريال مدريد بأداء متماسك نسبيًا، بارقة أمل للفريق فيما تبقى من الموسم، لا سيما مع بقاء فرص التتويج في الدوري المحلي وكأس العالم للأندية.
لكن الحقيقة المؤلمة تظل أن موسم الأحلام الذي بدأ بطموح حصد سبعة ألقاب، انتهى بتلقي ثلاث هزائم في الكلاسيكو، وضياع لقبين محليين، وأداء يطرح أكثر من علامة استفهام حول مشروع أنشيلوتي في فترته الثانية مع “الملكي”.