
7 خطوات ضرورية لدعم الأطفال ضحايا التحرش
بعد الحادث المؤلم الذي تعرض له طفل بمحافظة البحيرة وما عاناه من اعتداء جنسي في المدرسة، تتجدد الحاجة إلى التأكيد على أن التأهيل النفسي للضحايا لا يقل أهمية عن توقيع العقوبة على الجاني أو اتخاذ الإجراءات القانونية لاسترداد حق الطفل. فالتحرش جريمة مدمرة، لا تنتهي آثارها عند حدود الجسد أو القانون، بل تترك ندوبًا عميقة في نفس الطفل قد تطارده لسنوات. وهنا لا يكون الدعم النفسي ترفًا أو إجراءًا ثانويًا، بل ضرورة قصوى لإنقاذ ما تبقى من شعوره بالأمان، ومساعدته على استعادة ثقته في نفسه وفي من حوله.
وفي هذا السياق، يقول الدكتور عبد العزيز آدم، الأخصائي النفسي لـ” مصرنا” إن دعم الأطفال ضحايا التحرش يجب أن يتم بطريقة علمية ومدروسة، ويستعرض أبرز الخطوات التي ينبغي اتباعها:
1. توفير بيئة آمنة
الخطوة الأولى والأهم هي تأمين بيئة خالية من التهديدات، حيث يشعر الطفل بالاحتواء والحماية. يشدد الأخصائي النفسي على أن هذه البيئة تمثل حجر الأساس في العلاج، وتعيد للطفل الشعور بالأمان المفقود، وهو ما يساهم في تهدئة مشاعر الخوف والاضطراب.
2. الاستماع دون أحكام
منح الطفل مساحة آمنة للتحدث بحرية هو عنصر أساسي في تأهيله النفسي. عند الحديث عن التجربة، يجب الإصغاء إليه باهتمام وبدون مقاطعة أو توجيه أسئلة استجوابية، والأهم تجنب توبيخه أو التشكيك في كلامه، لأن ذلك قد يعزز مشاعر الذنب والخجل.
3. تجنب اللوم تمامًا
يشير الأخصائي النفسي إلى أن توجيه اللوم للطفل مرفوض تمامًا. فاللوم يلقى فقط على من يملك الوعي والقدرة على اتخاذ قرارات والدفاع عن النفس، وهذا لا ينطبق على الأطفال الذين غالبًا ما يكونون عاجزين عن إدراك حجم الخطر أو مقاومة المعتدي.
4. التصديق كخطوة علاجية
التشكيك في رواية الطفل يعمق جراحه النفسية ويزيد من إحساسه بالعار والعزلة. لذلك، يؤكد الأخصائي على ضرورة إشعاره بأننا نصدقه وندعمه. التصديق وحده قد يكون أول وأهم خطوة نحو بناء ثقته من جديد.
5. مراقبة التغيرات السلوكية
دور الأسرة لا ينتهي عند الدعم النفسي المباشر، بل يجب متابعة سلوك الطفل عن كثب. هل أصبح أكثر انعزالًا؟ هل ظهرت عليه نوبات غضب أو قلق؟ مراقبة هذه المؤشرات مهمة للتدخل في الوقت المناسب، خصوصًا إذا استمرت أو تصاعدت.
6. الحفاظ على روتين يومي ثابت
يشير الأخصائي النفسي إلى أهمية إدخال الطفل في روتين مستقر وثابت، لأن ذلك يمنحه شعورًا بالسيطرة بعد تجربة أفقدته الإحساس بالأمان. الروتين يساهم في إعادة التوازن النفسي، ويعيد له بعضًا من الشعور بالاستقرار.
7. طلب مساعدة مختص
يختتم الأخصائي النفسي حديثه بالتشديد على أهمية التوجه إلى أخصائي نفسي متخصص في صدمات الطفولة، فالتدخل المهني المبكر يمنع تطور الحالة إلى اضطرابات مزمنة مثل الاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة، ويساعد الطفل على تخطي ألمه بطريقة سليمة.
دعم الطفل
طرق لدعم ضحايا التحرش