
“تصديري الأغذائية” يستكشف فرص التوسع في السوق الأمريكى مع الرسوم الجمركية
في خطوة استراتيجية لتعزيز تواجد المنتجات الغذائية المصرية بالسوق الأمريكي، نظم المجلس التصديري للصناعات الغذائية ندوة إلكترونية تحت عنوان: “فرص جديدة في السوق الأمريكي: كيف تستفيد من التغيرات الجمركية الأخيرة؟”، بمشاركة نخبة من الخبراء والمسؤولين.
وخلال الندوة، استعرض المستشار التجاري سيف يوسف خالد، رئيس مكتب التمثيل التجاري المصري في واشنطن، مؤشرات نمو التبادل التجاري بين مصر والولايات المتحدة، مشددًا على أهمية السوق الأمريكي كأحد أبرز الوجهات التصديرية للمنتجات المصرية.
وأشار إلى أن الحرب التجارية القائمة بين واشنطن وبكين، والتي أسفرت عن فرض رسوم جمركية مرتفعة على المنتجات الصينية وصلت في بعض الحالات إلى 125%، تمثل فرصة واعدة للمصدرين المصريين لتعزيز حصتهم في السوق الأمريكي.
وأوضح خالد أن الصادرات الغذائية المصرية إلى الولايات المتحدة تستفيد من ثلاثة أنظمة رئيسية: الرسوم الجمركية العادية، واتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة (الكويز)، وبرنامج نظام التفضيلات المعمم (GSP).
وبلغت قيمة صادرات مصر الغذائية إلى الولايات المتحدة نحو 321 مليون دولار خلال عام 2024، في حين سجلت 57 مليون دولار خلال الأشهر الأولى من عام 2025.
واردات الغذاء الأمريكية
كما عرض خالد أحدث الإحصاءات حول واردات الولايات المتحدة من المنتجات الغذائية، والتي أظهرت أرقامًا ضخمة، حيث استوردت واشنطن خضروات مجمدة بقيمة 1.3 مليار دولار، خضروات مجففة بـ854 مليون دولار، خضروات محفوظة بـ5.8 مليار دولار، إلى جانب واردات ضخمة من الأسماك والمأكولات البحرية والفواكه المجمدة والعصائر وزيت الزيتون.
وأشار إلى أن أهم الموردين للولايات المتحدة في هذه القطاعات هم كندا، المكسيك، إسبانيا، واليونان، مما يبرز الفرصة أمام المنتجات المصرية لاختراق هذه الأسواق، خاصة مع التغيرات التجارية الراهنة.
سلطت الندوة الضوء على أهمية المشاركة في المعارض الدولية المتخصصة مثل معرض “Summer Fancy Food Show” المرتقب نهاية يونيو ومطلع يوليو المقبلين، ومعرض “PLMA Show” بمدينة شيكاغو في نوفمبر، والذي يمثل منصة مثالية للشركات المصرية للدخول إلى سوق التصنيع للغير، وفتح قنوات جديدة مع كبرى سلاسل البيع بالتجزئة الأمريكية.
وتطرق المجلس التصديري إلى معطيات التجارة العالمية، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تعد أكبر مستورد للسلع عالميًا بإجمالي واردات بلغ 3.2 تريليون دولار في 2024.
وفي قطاع الأغذية فقط، بلغت واردات الولايات المتحدة 211 مليار دولار، مع تصدر المكسيك وكندا قائمة كبار المصدرين.
وتتمثل أبرز السلع الغذائية التي تستوردها أمريكا في المشروبات، الفواكه والمكسرات، الأسماك والمأكولات البحرية، الزيوت الحيوانية والنباتية، والخضروات الصالحة للأكل.
وكشفت البيانات أن أهم الصادرات الغذائية المصرية إلى الولايات المتحدة خلال 2024 شملت مستحضرات الخضروات (37 مليون دولار)، الفراولة المجمدة (31 مليون دولار)، الخضروات المجمدة (31 مليون دولار)، زيتون المائدة (28 مليون دولار)، البطاطس المجمدة (23 مليون دولار)، إلى جانب منتجات أخرى مثل الخميرة والملح والمكرونة والبصل المجفف.
أكدت الندوة أن هناك فرصًا كبيرة لتعزيز الصادرات المصرية في ظل تراجع نظيرتها الصينية، لا سيما في منتجات مثل السمك البلطي، الزيتون المحضر، الحلويات السكرية، الفواكه والنباتات المحفوظة، والخضروات المجمدة.
فعلى سبيل المثال، بلغت واردات أمريكا من السمك البلطي الصيني 337 مليون دولار، بينما لدى مصر إمكانات لمضاعفة صادراتها الحالية في هذا القطاع.
كما شددت التوصيات الختامية على أهمية توسعة قاعدة المنتجات المصرية المصدرة إلى الولايات المتحدة، مع التركيز على الأغذية المصنعة ومشتقات الحبوب والنشا والمستخلصات النباتية.