وهم الوصول: ديمقراطية أم تبعية؟

لسنوات طويلة، روّجت الصناعة المالية لرواية آسرة:

“الأسواق مفتوحة، والتداول أصبح ديمقراطيًا، ويمكن لأي شخص أن يستثمر.”

لكن خلف هذه العبارات اللامعة، تتوارى حقيقة مغايرة — حقيقة تُفضّل المؤسسات المالية أن تبقى طيّ الكتمان.

فالوصول “المجاني” يحمل في طياته ثمنًا يدفعه كل متداول.

وما يُسوَّق على أنه ساحة متكافئة، هو في الواقع ملعبٌ يميل بثقله دومًا لصالح النظام القائم.

لم يكن الهدف يومًا تمكين المتداول، بل إخضاعه.

هل ما نحياه وصولٌ حقيقي؟ أم وهمٌ مُتقن الصنع؟

اطرح على نفسك الأسئلة التالية:

إذا كان الوصول المالي مفتوحًا حقًا، فلماذا يخسر متداولو العقود مقابل الفروقات ومستثمرو الأسهم بالمعدلات ذاتها؟

ولماذا تنتج تطبيقات التداول “الديمقراطية” المُبسّطة ذات النتائج التي تنتجها المنصات التقليدية المعقّدة التي جاءت لمعارضتها؟

ما نتعامل معه ليس نموذجًا ناقصًا فحسب — بل بنية كاملة جرى هندستها بعناية لاستقطاب المشاركة لا تحقيق النجاح.

“النظام لا يربح من نجاحك — بل من مشاركتك. سواء كنت تتداول العقود مقابل الفروقات، الأسهم أو العملات الرقمية، تبقى آليات التبعية كما هي.”

— تاجيندر فيرك، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة Finvasia

سواء كان هناك صانع سوق خلف صفقة فوركس برافعة مالية، أو أمر شراء أسهم يُوجّه عبر نظام الدفع مقابل تدفّق الأوامر، تبقى كفة المتداول خاسرة:

  • لا تتحكّم بالشروط
  • لا ترى الصورة الكاملة
  • وغالبًا، لا تدري كيف يربح وسيطك أو منصتك من نشاطك

“تداول الأفراد ليس سوقًا حرّة — بل منظومة متعددة الطبقات من الاحتكاكات، والحوافز، وآليات اتخاذ القرار غير الشفافة، صُمّمت لاستخلاص القيمة، بصرف النظر عما تتداوله”.

— تاجيندر فيرك، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة Finvasia

المشكلة لا تكمن في المنتج فقط، بل في التصميم الكلّي لمنظومة تداول الأفراد.

أكبر خدعة في الصناعة

أنظمة بُنيت لتبدو وكأنها تُحرّر المتداول، بينما هي في الواقع تُقيّده وتُحكم السيطرة عليه.

✔ لا تصل إلى السوق مباشرة — هناك وسطاء كُثر بينك وبين كل صفقة

✔ تُغرَّى بـ “صفر عمولات”، بينما تدفع عبر الفروقات والانزلاقات ونظام الدفع مقابل تدفّق الأوامر

✔ يُدفعك للتداول أكثر — ليس لتربح، بل ليربح هو من نشاطك

✔ تُمنح شارات واحتفالات افتراضية — لا تقدم حقيقي

“حين يدّعي الوسطاء أنهم يُمكّنون المتداولين، فإنهم في الحقيقة يديرونهم ويوجهون سلوكهم.”

— تاجيندر فيرك، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعةFinvasia 

من يمتلك السيطرة الحقيقية؟

تمعّن في التفاصيل الخفية:

  • هل يربح وسيطك من خسائرك؟
  •  
  • هل الفروقات السعرية شفافة وثابتة، أم تتلاعب بها التقلبات؟
  • هل تُنفّذ أوامرك بنزاهة، أم تُعالج لصالح المنصة؟
  • هل أنت عميل فعلي؟ أم مجرد بند في سجل الإيرادات؟

“الأدوات تغيّرت، الواجهات أصبحت أكثر أناقة، واللغة أكثر شمولية — لكن نموذج العمل الأساسي لم يتبدّل”.

— تاجيندر فيرك، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة Finvasia

ما الذي ينبغي تغييره؟

الوسطاء لن يُغيّروا نماذج أعمالهم طواعية — فالنظام الحالي بالغ الربحية، ومتجذر بعمق، وللكثيرين مريح بما يكفي لعدم التشكيك فيه.

فلنبدأ نحن بالتشكيك.

ابدأ بطرح الأسئلة الصحيحة

راجع بنود وسيطك واسأل:

  • هل يربح من خسائرك؟
  • هل الفروقات واضحة أم تتغيّر في ظل التقلّبات؟
  • من ينفّذ صفقاتك؟ وكيف يُكافَأ؟
  • هل أنت عميل، أم مصدر دخل مستمر؟

“أنشأنا Finvasia لكسر هذه الحلقة — لإزالة الطبقات غير الضرورية، وخلق وصول حقيقي. لكن الخطوة الأولى لا تكمن في تقديم بديل فحسب، بل في كشف اللعبة ذاتها”.

— تاجيندر فيرك، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة Finvasia

هذه مجرد البداية.

المسألة لا تتعلق بمنصة واحدة، أو وسيط واحد، أو فئة أصول واحدة.

بل تتعلق ببنية كاملة تأخّر إصلاحها كثيرًا.

إنها مسألة منح المتداولين الحقيقة — وإجبار الصناعة على مواجهة هذه الحقيقة.

الحوار قد بدأ.

فلنضمن أنه حوار لا تستطيع الصناعة تجاهله.