نقص الوعي والأدوات يعيق رعاية الموهوبين من ذوي طيف التوحد

نقص الوعي والأدوات يعيق رعاية الموهوبين من ذوي طيف التوحد


أوصت ورقة بحثية حديثة، بضرورة إيلاء اهتمام خاص للطلبة الموهوبين الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد، مشددة على أهمية تطوير برامج تدريبية متخصصة لهم ولأسرهم، وتلبية احتياجاتهم ومتطلباتهم الفريدة.
وحثت الدراسة، التي حملت عنوان «رعاية الطلبة الموهوبين من ذوي اضطراب طيف التوحد» وأعدتها الباحثة مريم الكور، معلمة التربية الخاصة والاضطرابات السلوكية والتوحد بإدارة تعليم منطقة جازان، على تشجيع الباحثين لإعداد أدوات فعالة للكشف والتشخيص المبكر عن الموهبة لدى هذه الفئة من الطلبة.

رعاية الموهوبين من ذوي طيف التوحد

وأشارت الورقة البحثية إلى وجود ندرة ملحوظة في الدراسات التي تناولت هذا الموضوع الهام، مبينة أن طرق الكشف عن هؤلاء الطلبة الموهوبين والتعرف عليهم، وكذلك أساليب رعايتهم وتنمية قدراتهم، تختلف بشكل جوهري عن احتياجات أقرانهم الآخرين.
وأكدت أنهم بحاجة إلى خدمات تربوية وإرشادية مصممة خصيصًا لهم، بالإضافة إلى طرق واستراتيجيات تدريس حديثة تتناسب مع سماتهم واحتياجاتهم الخاصة، الأمر الذي من شأنه أن يساعد على استثمار طاقاتهم الكامنة وتنميتها إلى أقصى درجة ممكنة تسمح بها قدراتهم ومواهبهم الفردية.
وأوضحت الدراسة الأسباب التي تحول دون الاستثمار الأمثل في هذه الفئة الهامة من الطلبة، مؤكدة وجود نسبة غير قليلة منهم يتمتعون بمستويات ذكاء وقدرات عالية وطاقات إبداعية كامنة.

مؤشرات الموهبة المبكرة

وذكرت أن من أبرز هذه الأسباب عدم وجود وعي كافٍ لدى المعنيين بأهمية رعايتهم والاهتمام بهم بشكل خاص، بالإضافة إلى عدم وعي بعض الأسر بالخصائص الفريدة التي يتميز بها أبناؤهم.
وأشارت إلى التحدي المتمثل في عدم قدرة بعض المختصين على الكشف المبكر عنهم والتعرف على مواهبهم، وذلك لعدم توفر مقاييس وأدوات تشخيصية مصممة خصيصًا لهذا الغرض، مما يؤدي في النهاية إلى عدم تطوير وتنمية القدرات التي يمتازون بها، وبالتالي عدم استفادة المجتمع من هذه الطاقات الإبداعية التي تحتاج إلى رعاية واهتمام خاصين.
وتضمنت توصيات الورقة البحثية أيضاً الدعوة إلى إجراء أبحاث تدريبية للمختصين بهدف تنمية قدراتهم وتعزيز مهاراتهم في التعرف على مؤشرات الموهبة المبكرة لدى الطلبة من ذوي اضطراب طيف التوحد، مما يسهل عملية الاكتشاف والتدخل المبكر.

الموهوبون من ذوي اضطراب طيف التوحد

وهدفت الدراسة بشكل أساسي إلى التعرف على مفهوم الطلبة الموهوبين من ذوي اضطراب طيف التوحد، وتحديد خصائصهم المميزة، واستعراض أساليب وطرق الكشف عنهم، بالإضافة إلى التعرف على أفضل الممارسات والأساليب لرعايتهم تعليميًا ونفسيًا واجتماعيًا.
وتكمن أهمية هذه الورقة البحثية في كونها تسلط الضوء وتوجه أنظار المتخصصين في مجال التربية الخاصة والمجتمع بشكل عام إلى المواهب المتنوعة والقدرات الكامنة لدى هذه الفئة.
ويأتي هذا الاهتمام متسقًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تؤكد على الدعم الكبير والمستمر لاكتشاف ورعاية الموهوبين في كافة المجالات ذات الأولوية التنموية، إيمانًا بأهمية الاستثمار في رأس المال البشري المبدع، واعتبار الموهوبين والمبدعين الرافد الأهم لازدهار الأوطان والقادرين على تشكيل آفاق مستقبلية مبتكرة لخدمة المجتمع.