هناك فئات أكثر عرضة للربو.. والوعي والتشخيص يمنعان الإصابة

هناك فئات أكثر عرضة للربو.. والوعي والتشخيص يمنعان الإصابة


أكد مختصون أن الربو من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا في المملكة، ويؤثر على مختلف الفئات العمرية، خاصة الأطفال والمراهقين، مشددين على أهمية التشخيص المبكر، والالتزام بالعلاج الوقائي، وتجنب المهيجات البيئية، للحد من نوباته وتحسين جودة حياة المرضى.
وأوضحوا في حديثهم لـ”اليوم”، بمناسبة اليوم العالمي للربو، أن نسب انتشار المرض في السعودية تستدعي رفع الوعي المجتمعي بشكل أكبر، خاصة وأن أعراض الربو قد تشتد ليلًا أو في الصباح الباكر، وتظهر على هيئة ضيق في التنفس وسعال وصفير في الصدر.
وأكدوا أن التعامل مع المرض يستند إلى محاور التشخيص والعلاج والوقاية، مع أهمية حملات التثقيف الصحي لتصحيح المفاهيم المغلوطة.
كما شددوا على أن الربو مرض يمكن التعايش معه بشكل طبيعي عند اتباع الإرشادات الطبية وتلقي التطعيمات المناسبة.

د. منال الدعجاني

د. منال الدعجاني
وفي هذا السياق، قالت د. منال مطر الدعجاني، استشارية الطب الوقائي ومكافحة العدوى، إن مرض الربو يُعد من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا في المملكة، ويؤثر بشكل ملحوظ على الأطفال والمراهقين والبالغين.
واستشهدت بنتائج المسوح الوطنية لعام 2020 التي أظهرت أن معدل انتشار أعراض الربو النشط بلغ 10.4% بين الأطفال في الفئة العمرية من 6 إلى 7 سنوات، و13.3% بين المراهقين في سن 13 إلى 14 عامًا، فيما وصل إلى 14.2% بين البالغين.
وأضافت “الدعجاني” أن الأعراض الشائعة للربو تشمل ضيق التنفس، والسعال، والصفير، وألم الصدر، وتزداد شدتها في فترات الليل أو عند الاستيقاظ المبكر، خاصة عند التعرض لمهيجات مثل الغبار والدخان والروائح القوية والهواء البارد.
وأكدت أن الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالربو هم الأطفال والمراهقون والأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للمرض أو يعانون من أمراض تحسسية أخرى.
وأشارت الدعجاني إلى أن تعزيز الوعي الصحي يبدأ من ترسيخ ثقافة التشخيص المبكر، إلى جانب أهمية الاستخدام المنتظم لبخاخ الربو الوقائي ضمن الخطة العلاجية طويلة المدى، مع التحذير من الإفراط في استخدام بخاخ الإسعاف الذي يُفترض أن يُستخدم فقط في حالات الطوارئ.
ولفتت إلى ضرورة المتابعة المستمرة مع الطبيب المختص لضمان فعالية الخطة العلاجية وتفادي المضاعفات، مشددة على أهمية تجنب المهيجات، وتعلّم الطريقة الصحيحة لاستخدام البخاخات، والحصول على لقاح الإنفلونزا سنويًا، إضافة إلى تقليل التوتر والانفعالات النفسية التي قد تؤدي إلى تفاقم الحالة.
ودعت إلى تكثيف حملات التوعية المجتمعية، خاصة في المدارس والقطاعات الحيوية، وتمكين المرضى من فهم مسببات المرض وتشجيعهم على الالتزام بالعلاج.

التاريخ العائلي مؤشر بالإصابة

من جهته، أوضح د. عبدالله بن عبدالسلام يوسف، الأستاذ المشارك واستشاري الأمراض الصدرية للأطفال، أن الربو مرض مزمن يصيب الجهاز التنفسي ويؤثر على الأطفال والكبار على حد سواء، ويتسبب في نوبات متكررة من ضيق التنفس والسعال والصفير، وتشتد هذه النوبات عند التعرض لمحفزات مثل الغبار، الروائح النفاذة، التدخين، البخور، والتغيرات المناخية.
وأضاف أن الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالربو أو الحساسية هم الأكثر عرضة، مؤكدًا أن خطة التعامل مع المرض تعتمد على التشخيص الدقيق، والالتزام بالعلاج الموصوف، والوقاية من المحفزات البيئية.

تشخيص الربو والخطة العلاجية المتكاملة

وشدد “يوسف” على أن التشخيص المبكر خطوة أساسية، إذ يتمكن الطبيب من خلالها من إعداد خطة علاجية متكاملة تشمل الأدوية الوقائية التي تحد من تكرار النوبات، إلى جانب الأدوية ذات المفعول السريع لفتح الشعب الهوائية عند الحاجة، مع ضرورة الالتزام بالجرعات الصحيحة وطريقة الاستخدام.

د. عبدالله يوسف

د. عبدالله يوسف
وأكد يوسف أن تحسين جودة الحياة لدى المصابين بالربو يتطلب تجنب المحفزات المعروفة، وتهيئة بيئة صحية نظيفة، إضافة إلى تنفيذ حملات توعوية مستمرة في المدارس والمجتمع لتثقيف الأفراد حول طرق الوقاية والعلاج، مع أهمية استقاء المعلومات الطبية من مصادر معتمدة لتجنب المفاهيم الخاطئة التي تؤدي إلى مضاعفات أو استخدام علاجات غير مناسبة.
أما د. نوال القبيسي، رئيسة وحدة الصدرية في قسم الباطنية بمجمع الملك فهد الطبي العسكري بالظهران، فقد أشارت إلى أن الربو هو مرض التهابي مزمن في الشعب الهوائية ينتج عن تحسس يؤدي إلى ضيقها، مما يسبب أعراضًا حادة أبرزها ضيق النفس، السعال، وصفير في الصدر عند التعرض لمهيجات مثل العطور، الأبخرة، تقلبات الطقس، أو العدوى الفيروسية، وكذلك أثناء ممارسة الجهد البدني.
وأوضحت أن المرض قد يبدأ منذ الطفولة ويستمر مع وجود تاريخ عائلي، أو قد يظهر في سن متقدمة نتيجة التعرض المطول للمهيجات البيئية، مشيرة إلى أن العاملين في القطاعات الصناعية والزراعية وتربية الطيور والمواشي هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض تحسسية في الجهاز التنفسي.
وأضافت أن التشخيص يتطلب بحثًا دقيقًا في التاريخ المرضي والأعراض والمحفزات، إلى جانب الفحص السريري خاصة أثناء النوبات، وفحوصات وظائف الرئة التي تظهر ضيق الشعب الهوائية، بالإضافة إلى تحاليل الدم التي تساعد في رصد مؤشرات الالتهاب والحساسية.

اللقاحات وقاية من الربو

د. نوال القبيسي

د. نوال القبيسي

وبيّنت أن العلاج يرتكز على التثقيف الصحي حول المرض وتجنّب المحفزات، مع الالتزام باستخدام البخاخات الموسعة للشعب الهوائية وبخاخات الكورتيزون الوقائية وفقًا لإرشادات الطبيب، مؤكدة أنها آمنة ولا تُسبب التعود إذا استُخدمت بشكل صحيح.
كما أوضحت أن بعض الحالات الشديدة قد تحتاج إلى الإبر البيولوجية الحديثة التي يصفها الطبيب المختص.
وشددت القبيسي على أهمية حصول المرضى على اللقاحات الموسمية، خصوصًا لقاح الإنفلونزا، لتقليل خطر التعرض لنوبات شديدة.
وأكدت أن نوبات الربو تُعالج باستخدام البخاخات والكورتيزون الاستنشاقي، وقد تستدعي أحيانًا كورسًا علاجيًا عبر الوريد أو الفم.
ولفتت إلى أن كثيرًا من الرياضيين المصابين بالربو يمارسون حياتهم بشكل طبيعي بفضل التزامهم بالخطة الوقائية وتجنب المحفزات، مؤكدة أن “الربو مرض يمكن التعايش معه إذا أُدير بشكل علمي صحيح ولم يُهمَل”.