أستاذ اقتصاد: التكنولوجيا الرقمية قوة محورية تدفع عجلة النمو الاقتصادى – مصرنا

أستاذ اقتصاد: التكنولوجيا الرقمية قوة محورية تدفع عجلة النمو الاقتصادى –  مصرنا

أستاذ اقتصاد: التكنولوجيا الرقمية قوة محورية تدفع عجلة النمو الاقتصادى

أكد الدكتور أحمد جمعة عبد الغني حسن أستاذ الاقتصاد بجامعة الزقازيق ومستشار رئيس الجامعة للسياسات والشئون الاقتصادية ان العالم دخل فعليًا عصر الثورة الصناعية، التي تقودها تقنيات الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، وتحليلات البيانات الضخمة، في تفاعل وثيق وغير مسبوق مع العلوم التجارية والاقتصادية والطاقة والمحاسبة والإدارة. إن ما نشهده اليوم ليس مجرد طفرة تقنية أو تطور عابر، بل هو تحول هيكلي يعيد تشكيل الاقتصاد العالمي، ويُغير من طبيعة أسواق العمل، ويضع أسسًا جديدة لتفاعلات الأفراد والمؤسسات.

ففي هذا السياق، أصبحت التكنولوجيا الرقمية ليست مجرد أداة دعم، بل قوة محورية تدفع عجلة النمو الاقتصادي، وتحفز الابتكار، وتعيد رسم خريطة الاقتصاد العالمي. ووفقًا لتقديرات McKinsey Global Institute، فإن تسريع وتيرة التحول الرقمي قد يرفع الناتج المحلي الإجمالي العالمي بما يقارب 13 تريليون دولار بحلول عام 2030، من خلال تحسين الكفاءة الإنتاجية وتقليص التكاليف وتحفيز الإبداع المؤسسي.

أشار انه في ظل تصاعد التحديات البيئية العالمية، وخاصة تغيّر المناخ والاعتماد الكبير على مصادر الطاقة الأحفورية، بات من الضروري توظيف تقنيات الحوسبة الرقمية والذكاء الاصطناعي لدعم الانتقال نحو مصادر طاقة نظيفة.

وتشير بيانات صندوق النقد الدولي (IMF، 2025) إلى أن تطبيق الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسهم في رفع الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة تصل إلى 0.5% سنويًا حتى عام 2030، رغم المخاوف المرتبطة بزيادة استهلاك الطاقة من قبل مراكز البيانات التي تمثل البنية التحتية لهذه التقنيات، والتي تستهلك حاليًا ما بين 1.5% إلى 2% من إجمالي الكهرباء عالميًا، وقد تصل إلى 4% بحلول 2030.
ومع ذلك، تتخذ كبرى شركات التقنية خطوات رائدة نحو الطاقة النظيفة:
* شركة Google أعلنت أنها أصبحت تُشغّل عملياتها بالكامل بطاقة خالية من الكربون في أكثر من 90% من مواقعها،
* بينما اعتمدت Microsoft استراتيجيات تبريد سائل ذكي لتقليل استهلاك المياه بنسبة تفوق 30%.
وعلي ذلك فالعالم بدأ بالفعل في اعتماد حلول ذكية، إذ تتجه العديد من الشركات الكبرى نحو استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتشغيل مراكزها الرقمية، إلى جانب أنظمة تبريد ذكية تقلل من استهلاك الطاقة والمياه.
* ففي ألمانيا، أسهمت تقنيات التحليل التنبئي في خفض فاقد الطاقة بنسبة 18% وزيادة الاعتماد على الطاقة الشمسية بنسبة 24% خلال ثلاث سنوات فقط.
* وفي الصين، تُدار شبكة الكهرباء في إقليم شاندونغ بالكامل عبر أنظمة ذكاء اصطناعي، مما أدى إلى خفض الانبعاثات الكربونية بـ 3 ملايين طن سنويًا.